الاديبه الاردنيه/ منار مرجى
خاص للعالم الحر
يـَسْـأَلُـونَ كَـثِـيـرَاً عَـن عَـالَمِـي يـُرِيـدُونَ أَن يـَعْـرِفُـوا سِـرَّ غُـمُـوضِـي أَرَاهُـم خَـارِجَ أَسْـوَارِي كَـلُـصُـوصٍ يـَلْـبِسُـونَ أَقْـنِعَـةَ الطَّـيبَـةِ مُتَخَـفِّـينَ بـِأَثـْوَابِ العِـفَّـةِ وَهُـم عُـرَاةٌ أَفْـكَـارُهُـم مُـتَسَـاقِـطَـةٌ كَـأَوْرَاقِ الخَـرِيـفِ وَأَرْضُـهُـم رَمْـلُهَـا مِـلْـحٌ أَسْـوَد لاَ يـَنْـبُتُ بـِهِ إِلاَّ صَـوْتُ المَـوْتِ المُحْـزِنِ يـَتَسَـلَّقُـونَ مِـثْـلَ أَفْـعَـى لَئِـمَـة يـَتَـلَـوَّنـُونَ وَصَـوْتـُهُم كَـنَعِـيـقٍ الغُـرَابُ بـِأَرْضٍ هُـجِّـرَت مِـنْ أَصْـحَـابِهَـا وَأَعَـاصِيـرُ رَمْلِـهِم تـَلْـتَـفُّ حَـوْلَ خَـاصِـرَةِ الأَبـْرِيـَاء تـُعْمِـي العُـيُـون بـِدَاخِـلِـي صَـرَاخَـاتٌ تـَقْتُـلُنِـي أُرِيـدُ أَن أَخْـرُجَ مِـنْ سِـجْـنِ حِـقْـدِهِم أَتـَأَلَّـمُ أَتـَسَـلَّـقُ جِـبَـالَ الحَقِـيقَـةِ المُـرَّةِ يـَدَاىَ مُـقَـرَّحَـةٌ وَنـَزِيـفُ الـدَّمِ لَـوْنَ ثـَوْبِـي وَحَـبَّـاتُ العَـرَقِ تـَسْـقُـطُ عَـلَـى زَنـَابـِقِ عُمْـرِي وَأَنـَا أُحَـاوِلُ أَن أَسْـقِـي بـُذُورَ الأَمَـلِ لَـعَـلَّهَـا تـَسْـتَـيْـقِـظُ مِـنْ جَـدِيـدٍ لِـتَـظْهَـرَ شَـمْـسُ رَبـِيـعِـي مَـرَّةً أُخْـرَى سَـنَـوَاتٌ وَسَـنَـوَاتٌ وَأَنـَا بـَينَ يـَدَى أَحْـقَـادِهِـم مَـا زِلْـتُ أَنـْتَـظِـرُ أَن يـَجُـولَ الحُـبُّ مَـرَّةً أُخْـرَى بِمَـدِينَـتِـي أُرِيـدُ أَن أَبـْنِـي ذَلِـكَ القَصْـرَ الَّـذِي عِشْـتُ مِـنْ أَجْـلِـهِ وَأَن أَطْـرُدَ غِـرْبـَانَ الحِـقْـدِ لِـيَتَحَـوَّلَ سِـيَـاجُ العَلِـيقِ وَرْدَاً لَكِـن تـَكَـسَّـرَت أَشِعَـةُ الأَمَـلِ وَالشَّمْـسُ أَضَـاعَـتِ الـدِّفْءَ وَالـرِّيـحُ بـِلاَ لُـغَـةٍ وَالخَـوْفُ سَحَـابٌ وَغُـيُـوم مَـا أَصْعَـبَ أَن تـَمْضِـي دُونَ طَـرِيـقٍ دُونَ عُـيُـونٍ مَـن يـُعِيـدُ لِـي ……. بـَعْضَـاً مِـن نـَبْـضِي لَـم يـَبْـقَ لِـي مَـا أَقُـول وَلَكِـنِّـي أَخَـاف أَخَـافُ وَكَـم أَخَـاف أَن تـَنْـتَهِـي قِـصَّـتِـي عَـلَـى حَـبَّـاتِ الـرَّمْـلِ وَعَـلَـى مَـوَاقِـدِ الـرَّمَـادِ وَلاَ يـَظَـلُّ سِـوَى ذُلِّ الاعْـتِـرَاف حاصـروا أسـواري بَـدَوا كلُـصـوصِ سَـألوا عنّـي .. عن إقـامِ الطقـوسِ هُـم عُـراةٌ إذ بالـعفـافِ تخفَّـوا وقـناع العـفافِ شـرُّ لَـبوسِِ فـكـرُهُـم أوراقُ الخـريفِ جفـافاً ساقِطٌ في ريـاحِ يـومٍ عَـبـوس أرضُـهُـم مـلحٌ أسـودٌ ليسِ فيـه غيـرُ صَـوتِ المـوتِ البغـيضِ اليَـؤوسِ مـثـلُ أفـعىً لئيـمَـةٍ تتـلوّى لـتَبُثَّ السّـمـومَ بعـدَ حسيسِ فـي سجونٍ لحقـدهـم حاصـروني وأرانـي أمـامَ حـربٍ ضـروسِ لـونُ ثـوبي نـزيفُ قـلبٍ جـريحٍ لـم يـزل آمـلاً بحُـبٍّ نفيـسِ أن يجـولَ الـهـوى في أرجـاء روحـي وبـذورَ الآمـالِ تـسقـي كُـؤوسي وسـياجُ العـليقِ ورداً سـتغـدو ذاتَ صُـبحٍ تأبَّـطـتْـهُ شُـمـوسي هـكـذا كُسّـرتْ أشـعّـةُ لهـفي وأضـاعـت الدِّفءَ شمـسُ الخُـنُـوسِ فامضِ يا قـلبِ دونَ أيِّ طـريقٍ أو عـيـونٍ في لجّـةٍ بهُـمـوسِ ليسَ إلاّ ذُلُّ اعـترافي تبقّـى لتـمـامِ السَّـعيـرِ حـدَّ الغـمـوسِ ِ